للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرجل يقول: إن كنت راحلة، فقد كُفيت الماء الذي هو ملك أمرك، فإن مدامعي تملأ من أدمكم وتروي إبلكم لتواليها وانصباب عزاليها، وليس فيه ولا فيما تقدمه

وما يليه ذكر حرارة النفس والنَّشف ولا ذكر شيءٍ يؤثر فيما تقدم من الوصف والكشف، فليت شعري ما الذي تراءى بخاطره فيه حتى ألحق به ما ينافيه؟

(حاشا لمثِلكِ أنْ تكونَ بخيلةً ... ولمثلِ وجهكِ أنْ يكونَ عبوسا)

(ولمثلِ وصلِكِ أنْ يكونَ ممنَّعاً ... ولمثلِ نيلِكِ أنْ يكونَ خسيسا)

قال أبو الفتح: حاشا لكِ أن تعتقدي البُخل، وأن تمنعي وصلك بالنية وإن لم يكن بالفعل.

قال الشيخ: ليس من البيتين شيء منوط بالاعتقاد والنية، وإنما هو الفعل الصرف والعمل البحت، فيقول: حاشا لمثلك في روعتك وجمالك وكرم خصالك أن تبخلي وتعبسي وأن تهجري ولا تصِلي ولا تُبرزي نيلك ولا تُكثري.

(وبهِ يُضَنُّ على البريِّةِ لا بها ... وعليه منها لا عليها يُوسى)

<<  <  ج: ص:  >  >>