للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثَّويَّة من الكوفة، ولو قال: من مشوق لكان لفظاً حسناً ومعنى جيداً، ولكن غلَّظ القصة ليؤذن له في العودِ، وهذا أيضاً مما نبَّهت عليه، وقوله: قدومي ذا بذاكا أي: هذا القدوم بتلك الغيبة، وهذا السرور بذلك الحزن، وهو من ألفاظ

العرب، والقدوم لا يقول شيئاً، ولكن معناه أن لو كان ممن يقول، لقال، وقد مضى ذكره.

قال الشيخ: هذا المعنى أيضاً فاسد، فإن كان غائب آيب إلى وطنه، وأهله معه في ذلك التَّرح، والفرح شرحٌ، وحينئذ ما يكون فيه معنى. والرجل يقول: كم حزين من أهلي بفراقي، يقول له قدومي عليه بعطائك الغَمر ونوالك الدَّثر وحبِائك الفاخر وإبلائك الباهر المتظاهر: ذا بذا الحزن الذي قاسيته على فراقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>