للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كانت الكسرةُ عنده جرَّةً، على: هذا الحسنُ الوجهِ، جرَّ الطَّير، لأنَّ العائذاتِ مجرورةٌ، ومن كانت الكسرة عنده في موضع نصبٍ، على قولك: الضاربُ الرجلَ، نصب الطَّيرَ.

والطَّيرُ في هذا الموضع، بدلٌ، أو عطفٌ، وإنما كان حدَّه: والمؤمنِ الطَّيرَ العائذاتِ، أو الطَّيرِ العائذاتِ، فقدَّم العائذات، وأخَّر الطَّيرَ، كقول عمرانَ:

إن أنت لم تبقِ لي لحماً ولا لبناً ... ألفيتني أعظماً في قرقرٍ قاعِ

وكقول الآخر:

مثلُ الغمرِ القعبِ

وقولِ الآخر:

وبالقصير العمرِ عمراً حيدرا

يريد: في قاعٍ قرقرٍ، وبالعمرِ القصير.

والمؤمنُ: هو الله عزَّ وجلَّ، وهو اسمُ الفاعل من آمن، كما قال تعالى: (الَّذي أطعمهمْ من جوعٍ وآمنهمْ من خوفٍ أي آمنهم من الخوفِ، لكونهم في الحرم، وحلولهم فيه.

<<  <   >  >>