للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المحكم والمتشابه]

س: ما هو المحكم؟

ج: المحكم في اللغة: مأخوذ من الحكم وأصله المنع وأحكمت بمعنى منعت.

فالمحكم يكون بمعنى الممنوع وبمعنى المتقن، والحكم أيضا الفصل بين الشيئين، أما الإحكام فهو الإتقان، وإحكام الشيء إتقانه، وقد وصف الله تعالى القرآن كله بأنه محكم، قال تعالى: الر* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) وقال تعالى:

الر* كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ (٢). فالقرآن كله محكم: أي متقن فصيح يميز بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والصدق والكذب، والطيب والخبيث، وهذا هو الإحكام العام، وكذلك وصفه الله تعالى بأن بعضه محكم فقال: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ (٣).

س: ما هو المتشابه؟

ج: المتشابه لغة: مأخوذ من التشابه وهو التماثل، ومعناه ما اشتبهت دلالته على كثير من الناس ويقال أيضا: المتشابه هو أن يشبه أحد الشيئين الآخر، وتشابه الكلام تماثله وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا، وقد وصف الله تعالى القرآن بأنه متشابه لقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً (٤). فالقرآن كله متشابه بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الجودة والكمال والفصاحة والبيان والإعجاز، وهذا هو التشابه العام، وليس هناك تنافي بين المعنيين، لأن القرآن الكريم كله منزّل من عند الله العليم الحكيم الذي ليس كمثله شيء. وبهذا لا يكون فيه تضاد ولا اختلاف، كما قال تعالى: وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٥).

والله تعالى أعلم.


(١) أول سورة يونس عليه السلام.
(٢) أول سورة هود عليه السلام.
(٣) سورة آل عمران آية ٧.
(٤) سورة الزمر آية ٢٣.
(٥) سورة النساء آية ٨٢.

<<  <   >  >>