للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المطلق والمقيد]

[(تعريف المطلق)]

س: ما هو المطلق من القرآن الكريم؟

ج: المطلق ما دل على الحقيقة بلا قيد؛ فهو يتناول واحدا ما بدون تعيين. وأكثر وقوعه، النكرة في الإثبات. ففي لفظ (رقبة) من قوله تعالى: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (١) أي فعليه تحرير رقبة- أيّ رقبة- فإنه يتناول هنا عتق إنسان مملوك بدون قيد الإيمان أو الكفر، وهذا يعتبر إطلاقا. لأنه شائع في جنس العبيد، وهو أيضا نكرة في الإثبات، لأن المعنى فعليه (تحرير رقبة) وكقوله صلّى الله عليه وسلم: «لا نكاح إلا بولي» (٢). وهذا مطلق أيضا في جنس الأولياء سواء كان رشيدا أو غير رشيد.

[(تعريف المقيد)]

س: ما هو المقيد من القرآن الكريم؟

ج: المقيد: هو ما دل على الحقيقة بقيد، مثل الرقبة المقيدة بالإيمان في قوله تعالى فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (٣) قيد هنا بالمؤمنة، وفي قوله تعالى فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ (٤) قيد هنا بالتتابع .. وللمطلق والمقيد صور عقلية نورد الأقسام الواقعية منها فيما يلي:

أولا: أن يتحد السبب والحكم معا. كالصيام في كفارة اليمين. جاء مطلقا في القراءة المتواترة في المصحف في قوله تعالى فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ (٥) وجاء مقيدا في قراءة ابن مسعود (فصيام ثلاثة أيام متتابعات). فمثل هذا يحمل المطلق فيه على المقيد، ولهذا قال قوم بالتتابع. وبهذا أخذ الأئمة (أبو حنيفة والثوري وأحد رأيين عند الشافعي) وقد خالفهم في ذلك من


(١) سورة المجادلة آية رقم ٣.
(٢) رواه أحمد والأربعة.
(٣) سورة النساء آية رقم ٩٢.
(٤) سورة المجادلة آية رقم ٤.
(٥) سورة المائدة آية رقم ٨٩.

<<  <   >  >>