للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاقتضاء الكلام شيئا زائدا على اللفظ.

خامسا: الإشارة ويفهم من قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (١) فإنّ هذا يدل على صحة الصوم ممن أصبح جنبا؛ لأنه يبيح الوطء إلى طلوع الفجر في شهر رمضان مع عدم اتساع الوقت للغسل، وهذا يستلزم الإصباح على جنابة، مع صحة الصوم.

[تعريف المفهوم وأقسامه]

س: ما هو المفهوم؟ وما أقسامه؟

ج: المفهوم: هو ما دل عليه اللفظ ولكن ليس في محل النطق. وينقسم إلى قسمين:

١ - مفهوم موافقة:

٢ - مفهوم مخالفة: وإليك بيانهما بالتفصيل:

[أولا: مفهوم الموافقة:]

وهو ما يوافق حكمه المنطوق: وهو نوعان:

النوع الأول: فحوى الخطاب؛ وهو ما كان المفهوم فيه أولى بالحكم من المنطوق.

مثل فهمنا لتحريم الشتم والضرب للوالدين من قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ (٢) لأن منطوق الآية الكريمة تحريم التأفيف، فيكون تحريم الشتم والضرب أولى وأحق لأنهما أشد من التأفيف.

النوع الثاني: لحن الخطاب؛ وهو ما ثبت الحكم فيه للمفهوم كثبوته للمنطوق على السواء. يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما


(١) سورة البقرة آية رقم ١٨٧.
(٢) سورة الإسراء آية ٢٣.

<<  <   >  >>