للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إعجاز القرآن الكريم]

س: ما المراد من إعجاز القرآن الكريم؟

ج: كان الناس قبل الإسلام لا يؤمنون إلا بالأمور الظاهرة المرئية أو المحسوسة أو الملموسة. ولهذا كانت معجزة كل نبي تتفق وطبيعة قومه وما برعوا فيه من العلوم.

فمثلا: كانت معجزة اليد والعصى لموسى عليه السلام. وكانت معجزة عيسى عليه السلام إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله. كما أن الرسالات السابقة كانت لأمم خاصة. ولما اكتمل العقل البشري أذن الله تعالى بفجر الرسالة المحمدية الخالدة إلى الناس كافة، أذن لها أن تظهر وأن تنير العقول والقلوب وتبعث إلى التفكير في هذا الملك والملكوت الواسع الكبير، وفي خالق هذا الكون الباهر العظيم، وكما هي العادة من قبل، أن تكون لكل رسالة معجزة تؤيدها وتعضد المرسل بها. فقد كانت معجزة الإسلام هي معجزة العقل البشري في أرقى تطوراته ونضجه. كانت معجزة سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلم في عصر مشرف على العلم؛ معجزة عقلية تحاجّ العقل البشري وتتحداه إلى الأبد. ألا وهي معجزة (القرآن الكريم) بعلومه ومعارفه وأخباره الماضية والحاضرة والمستقبلة، وجمعه لكل أنواع العلوم والمعارف التي لا يستطيع الإنسان حصرها والمستمرة على مدى الزمان والتي تتجلى للإنسان كلما ترقى في العلوم والمعارف، شاهدة على عجزه مهما وصل.

[تعريف الإعجاز]

س: ما هو الإعجاز؟

ج: الإعجاز هو إثبات العجز. والعجز هو: القصور عن فعل الشيء، وضده القدرة. فإذا ثبت الإعجاز ظهرت قدرة المعجز، والمراد بالإعجاز هنا: إظهار صدق النبي صلّى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة، بإظهار عجز العرب عندئذ عن معارضته صلّى الله عليه وسلم في معجزته الخالدة وهي (القرآن الكريم) وكذلك عجز الأجيال القادمة من بعدهم إلى ما شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>