للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحضر ولها أسلك.

٣ - الثالثة: من صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدها، فهو لا يعرف ضدها إلا من حيث الجملة.

٤ - الرابعة: من عرف سبيل الكفر والشر والبدع مفصلة، وعرف سبيل المؤمنين مجملة.

وأعمال الإنسان قسمان:

الأول: أعمال القلوب كالإيمان بالله وتوحيده، ومحبته وخشيته، والتوكل عليه، وتعظيمه، والخضوع له، والإنابة إليه، واليقين على ذاته وأسمائه وصفاته.

الثاني: أعمال الجوارح كالذكر والدعاء، والصلاة والصوم، والحج ونحو ذلك.

وهذه الأعمال تتفاوت وتزيد وتنقص، والناس فيها درجات في الهيئة والقدرة، والقلة والكثرة، والرغبة والرهبة، والحسن والكمال.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» أخرجه مسلم (١).

والعلم: هو نقل صورة المعلوم من الخارج وإثباتها في الداخل.

والعمل: هو نقل صورة المعلوم من النفس وإثباتها في الخارج.

والله بكل شيء عليم، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً.

والإنسان ظلوم جهول، ولا يعلم إلا ما علمه الله، فهو سبحانه الذي: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)} [العلق: ٥].

والإنسان مهما علم فعلمه لا يساوي ذرة بالنسبة لما لا يعلمه، بل نسبة علوم البشرية كلها إلى علم الله أصغر من الذرة بالنسبة للجبل، وأقل من القطرة بالنسبة إلى البحر، فإن علم الله مطلق، وعلم البشر مهما كان فهو محدود.

ألا ما أجهل الإنسان .. وما أقل علمه .. وما أكثر غروره وطغيانه .. وماذا حصل


(١) أخرجه مسلم برقم (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>