للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)} [الحشر: ١٨].

وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨)} [الحديد: ٢٨].

والله حكيم عليم خلق كل شيء بحكمة، وخلق كل شيء لمقصد وحكمة، فخلق سبحانه الشمس للإنارة .. وخلق الماء للشرب .. وخلق النبات والحيوان لخدمة الإنسان .. وخلق الإنس والجن للعبادة.

والإنسان صنع السيارة للنقل .. والقلم للكتابة .. وهكذا.

وكل شيء يؤدي وظيفته والمقصد منه، فهو محترم مكرم محبوب، غال عند أهله، فإذا ترك المقصد، أو تعطل عن العمل، ذهبت قيمته، وزهد فيه أهله.

وكذلك الإنسان خلقه الله لعبادته، وأمره بالإيمان والتقوى، فإذا ترك المقصد منه وهو العبادة، صار لا قيمة له في الدنيا والآخرة، وهو محاسب على ترك المقصد الانفرادي وهو العبادة، وترك المقصد الاجتماعي وهو الدعوة إلى الله، وإلى دينه.

وعمل هذه الأمة عمل الأنبياء، ووظيفتها وظيفة الأنبياء، إيمان وتقوى، وعبادة، ودعوة، تعلم وتعليم، وجهاد وصبر: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣)} [فصلت: ٣٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>