للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويثيب ويعاقب، ويعطي ويمنع، ويعز ويذل، ويحب ويبغض، ويحيي ويميت.

يعطي من سأل .. ويرحم المسترحمين .. ويغفر للمذنبين .. ويجيب الداعين.

أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء .. وأقوى من كل شيء .. وأعز من كل أحد .. وأحكم من كل أحد: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} [يس: ٨٢].

فلو جمعت قوة الخلائق كلهم، ثم جمعت تلك القوى في واحد منهم، ثم كانوا كلهم على تلك القوة، ثم نسبت تلك القوى إلى قوة الجبار سبحانه لكانت أقل من قوة البعوضة بالنسبة لقوة الأسد.

ولو قدر جمال الخلق كلهم، وجعل في واحد منهم، ثم كانوا كلهم بذلك الجمال، ثم نسب إلى جمال الرب تعالى، لكان دون سراج ضعيف بالنسبة إلى عين الشمس.

ولو كان علم الأولين والآخرين على رجل منهم، ثم كان كل الخلق على تلك الصفة، ثم نسب إلى علم الرب تعالى، لكان ذلك بالنسبة إلى علم الرب كنقرة عصفور في البحر.

وهكذا سائر أسمائه وصفاته كسمعه وبصره، وسائر نعوت كماله، فإنه يسمع ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل سبحانه.

سواء عنده السر والعلانية .. والغيب والشهادة .. يرى دبيب النملة السوداء .. على الصخرة الصماء .. في الليلة الظلماء.

يضع سبحانه السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، ويقبض سماواته بيده اليمنى، ويقبض الأرضين بيده الأخرى.

ولو أن الخلق كلهم من السماوات والأرض، والجبال والأشجار، والملائكة والروح، والإنس والجن، وسائر الخلق كلهم قاموا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله جل جلاله، والله بكل شيء محيط، وكل نور في العالم من نوره.

<<  <  ج: ص:  >  >>