للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الاستفادة من قدرة الله فلها شرطان:

الإيمان .. والتقوى.

وهي خاصة بالأنبياء ومن آمن بهم كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦)} [الأعراف: ٩٦].

وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢)} [غافر: ٥١، ٥٢].

فنوح - صلى الله عليه وسلم - دعا قومه إلى الإيمان وعبادة الله وحده لا شريك له، ولم يؤمن به إلا القليل، فسأل ربه أن يهلك من استكبر وكفر فأغرقهم الله بالماء.

وكذا هود - صلى الله عليه وسلم - أهلك الله من لم يستجب له بالريح العقيم.

وموسى - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه أن يهلك عدوه فرعون وقومه لما كذبوه فأغرقهم الله في البحر.

وقارون لما أعرض عن الدين واستغنى بماله خسف الله به وبداره الأرض.

وقوم لوط لما كذبوا لوطاً، وأصروا على فعل الفاحشة، قلب الله عليهم ديارهم، وحصبهم بحجارة من السماء.

وعطش أصحاب موسى - صلى الله عليه وسلم - فدعا الله فخرج لهم الماء من الحجر اثنتا عشرة عيناً.

ودعا صالح - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى الإسلام فلم يؤمنوا فدعا عليهم فأخذتهم الصيحة مشرقين، فهلكوا جميعاً.

ومحمد - صلى الله عليه وسلم - عطش أصحابه فدعا الله فخرج لهم الماء من بين أصابعه، فشربوا منه.

وهكذا سائر الأنبياء والمؤمنين إنما يستفيدون من قدرة الله بالإيمان والأعمال الصالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>