للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالله عزَّ وجلَّ هو الذي أنزل القران، وحفظه حال إنزاله، وبعد إنزاله.

ففي حال إنزاله حفظه من استراق الشياطين ... وبعد إنزاله حفظه في قلب رسول الله ( .. ثم حفظه في قلوب المؤمنين من أمته .. وحفظ حملته المؤمنين من أعدائهم .. فلا يسلط عليهم عدواً يجتاحهم ... وحفظ سبحانه ألفاظ القران من التغيير والزيادة والنقص ... وحفظ معانيه من التبديل.

قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)} [الحجر: ٩]

والله تبارك وتعالى هو الحفيظ، الذي يحفظ الإنسان من الشرور والآفات والمهالك، ويحفظه من عقابه وعذابه وسخطه إن هو حفظ حدود الله، واجتنب محارمه وما يغضبه.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» أخرجه أحمد والترمذي (١).

ومن أعظم ما يجب على المسلم حفظه هو الدين، ومن أعظم ما يجب عليه حفظه من حقوق الله هو التوحيد، بأن يعبد الله وحده لا شريك له: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦)} [الرعد: ٣٦].

فمن آمن بالله وعبده بما شرعه رسوله، وحفظ ذلك في الدنيا، حفظه الله تعالى من عذاب يوم القيامة وسلمه منه، وأدخله الجنة، وأجاره من النار، وإن عذب بسبب ذنوبه فهو محفوظ بتوحيده من الخلود في النار مع الكفار، الذين ضيعوا هذا الحق العظيم.

ومن أعظم ما أمر الله بحفظه من الواجبات الصلاة كما قال سبحانه: {حَافِظُوا


(١) صحيح: أخرجه أحمد برقم (٢٦٦٩).
وأخرجه الترمذي برقم (٢٥١٦)، صحيح سنن الترمذي رقم (٢٠٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>