للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو سبحانه الكريم الذي يسهل خيره، ويقرب تناول ما عنده، فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن دعاه، إذا تقرب منه العبد تقرب الله إليه أكثر كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)} [البقرة: ١٨٦].

وهو سبحانه الكريم الذي له قدر عظيم، فالكل له خلق وملك، وكرم كل كريم من كرمه، وهو الكريم الذي لا أكرم منه، العزيز الذي لا أعز منه.

وهو سبحانه الكريم، المنزه عن النقائص والآفات، لأنه تقدس عن النقائص والآفات وحده على الإطلاق والتمام من كل وجه.

وهو سبحانه الكريم الذي إذا وعد وفى، ولا يبالي كم أعطى؟، ولمن أعطى؟، لعموم قدرته، وعظيم ملكه، وكمال غناه، فلا يحول بينه وبين ما يريد مانع: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤)} [فاطر: ٤٤].

وهو سبحانه الكريم الذي يكرم من شاء، ويهين من شاء، فمن أكرمه الله فهو الكريم، ومن أهانه الله فهو المهين كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨)} [الحج: ١٨].

وهو سبحانه الكريم الذي يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه داعياً أن يردهما صفراً خائبتين.

والله عزَّ وجلَّ هو الكريم الذي عمَّ الجميع بعطائه وفضله، وبكرمه أمهل المكذب له، ووالى عليه نعمه.

ومن كرمه أمهل إبليس وأنظره، وتركه وما اختار لنفسه، ولم يعجله ولا عاجله، كل ذلك كرم منه وفضل.

وهو سبحانه الكريم الذي تفضل على العلماء بأن علمهم من علمه، وأنار قلوبهم من نوره.

وتفضل على الأغنياء بأن رزقهم من رزقه، وأعان وحبب إلى من شاء منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>