للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - فقه الأدب]

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)} [آل عمران: ١٠٢].

وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١)} [الحجرات: ١١].

الأدب: هو اجتماع خصال الخير في الإنسان.

وأكمل الخلق أدباً هم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم من سار على هديهم من المؤمنين والصديقين.

والأدب ثلاثة أنواع:

أدب مع الله .. وأدب مع رسوله .. وأدب مع خلقه.

فالأدب مع الله يكون بصيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة، وصيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره، وصيانة إرادته أن تتعلق بما يمقته الله عليه.

فالعبد يصل بطاعة الله إلى الجنة .. ويصل بأدبه في طاعته إلى الله، وترك الأدب يوجب الطرد.

وأنفع الأدب: الفقه في الدين، والزهد في الدنيا، والمعرفة بما لله عليك.

وحسن الأدب في الظاهر عنوان حسن الأدب في الباطن.

والأدب مع الله حسن الصحبة معه، بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء، كحال مجالس الملوك كما قال سبحانه عن الأنبياء: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠)} [الأنبياء: ٩٠].

والناس في الأدب ثلاث طبقات:

فأهل الدنيا: أكبر آدابهم في الفصاحة والبلاغة، وحفظ العلوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>