للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)} [سبأ: ٢٠].

وكيد الشيطان خفي ماكر، فكم اصطاد به من الرجال والنساء، ومن العلماء والخاصة والعامة.

والمداخل التي يأتي الشيطان من قِبَلها إلى الإنسان ثلاثة:

الشهوة .. والغضب .. والهوى.

فالشهوة بهيمية، وبها يصير الإنسان ظالماً لنفسه، ومن نتائجها الحرص والبخل.

والغضب سبعية، وهو آفة أعظم من الشهوة، وأشد خطراً، وبالغضب يصير الإنسان ظالماً لنفسه، وظالماً لغيره، ومن نتائجه العجب والكبر.

والهوى شيطانية، وهو آفة أعظم من الشهوة، وأعظم من الغضب، وبالهوى يكون الإنسان ظالماً لنفسه، وظالماً لغيره من المخلوقات، ويتعدى ظلمه إلى خالقه بجحد حقه بالكفر والشرك والمعاصي، ومن نتائجه الكفر والبدعة.

وأكثر ذنوب الخلق بهيمية؛ لعجزهم عن غيرها، ومنها يدخلون إلى بقية الأقسام، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢)} [هود: ١١٢].

وجميع الشرور في العالم إنما سببها الشيطان، فهو يجتهد على بني آدم بكل ما يستطيع من وسائل ليخرجهم من الحق إلى الباطل، ومن الإيمان إلى الكفر، ومن السنة إلى البدعة، ومن الطاعات إلى المعاصي.

وللشيطان خطوات وطرق ووسائل يسلكها لإضلال الناس عن الهدى.

وللشيطان شرور كثيرة، ولكن ينحصر شره في سبع خطوات، ولا يزال بابن آدم حتى يوقعه في واحدة أو أكثر، وهي كما يلي:

الشر الأول: شر الكفر والشرك، ومعاداة الله ورسوله، فلا يزال الشيطان بالإنسان حتى يخرجه من الإيمان إلى الكفر، ومن التوحيد إلى الشرك، وهذه أعظم شروره وأكبرها وأخطرها، فإن عجز عنه نقله إلى ما بعده وهو:

<<  <  ج: ص:  >  >>