للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوِتر

ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الوِتر.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ، وِتْرٌ يُّحِبُّ الْوِتْر» متفق عليه (١).

الله تبارك وتعالى هو الوتر، الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، الأول الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، فلا ينبغي لشيء من الموجودات أن يضم إليه، فيعد معه، أو يعبد معه، بل هو وحده الإله الواحد الأحد الصمد، الوتر الفرد الذي لا شريك له كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} [الإخلاص: ١ - ٤].

والله عزَّ وجلَّ هو الوتر، الذي يحب الوتر، ويأمر به في كثير من الأقوال والأعمال والطاعات التي شرعها، كما في الأذكار والصلوات الخمس، ووتر الليل، والطهارة وغير ذلك.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُّحِبُّ الْوِتْرَ» أخرجه الترمذي وأبو داود (٢).

والخلق كله شفع ووتر، وقد أقسم الله به في قوله سبحانه: {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)} [الفجر: ١ - ٣].


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٦٤١٠)، ومسلم برقم (٢٦٧٧) واللفظ له.
(٢) صحيح: أخرجه الترمذي برقم (٤٥٣)، صحيح سنن الترمذي رقم (٣٧٤).
وأخرجه أبو داود برقم (١٤١٦) وهذا لفظه، صحيح سنن أبي داود رقم (١٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>