للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجماع معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار.

والفتنة هي ما يبيَّن به حال الإنسان من الخير والشر.

والفرق بين الفتنة والابتلاء والاختبار:

أن الفتنة أشد الاختبار وأبلغه، وتكون في الخير والشر.

أما الفرق بين الابتلاء والاختبار:

أن الابتلاء لا يكون إلا بتحمل المكاره والمشاق.

والاختبار يكون بالخير والشر، والسراء والضراء.

وقد يكون الابتلاء باستخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية، والاختبار وقوع الخبر بحاله في ذلك.

والفتنة نوعان:

فتنة من الله .. وفتنة من العبد.

فالفتنة من الله كالبلية والمصائب التي تصيب الناس، وغير ذلك من الأفعال المؤلمة، فهذا كله يقع من الله على عباده على وجه الحكمة.

ومتى كان هذا من الإنسان بغير أمر الله كالقتل والتعذيب فهو بضد ذلك، ولهذا يذم الله الإنسان بأنواع الفتنة في كل مكان كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠)} ... [البروج: ١٠].

وهذه الدنيا مملوءة بالفتن المضلة.

فتنة الأموال .. وفتنة الشهوات .. وفتنة النساء .. وفتنة الأولاد .. وفتنة الشبهات.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» أخرجه مسلم (١).

وهذه الفتن تهجم على العبد، وتغريه بحسنها وجمالها، وتخدعه بعاجل لذتها،


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٧٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>