للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دبره .. وتخرج من فمه .. ويعلق فيها .. فلا يزال يعذب هذا العذاب العظيم.

والسبب الذي أوصله إلى هذه المكانة .. وهذه الحال .. كفره بربه .. ومعاندة رسله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (٣٧)} [الحاقة: ٣٣ - ٣٧].

وفي جهنم من النكال والعذاب الشديد .. والألم الموجع .. والطعام الكريه المر ما تقشعر لهوله الأبدان .. وتتفطر له الأكباد .. وتذهل منه العقول كما قال سبحانه: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣)} [المزمل: ١٢، ١٣].

ويضرب الكفار بمقامع من حديد في النار كما قال سبحانه: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢)} [الحج: ٢١، ٢٢].

ويُقرن الكفار مع أمثالهم وشياطينهم بالسلاسل .. وتغل أيديهم إلى أعناقهم .. ثم يسحبون في الحميم الذي اشتد غليانه وحره .. ثم يوقد عليهم اللهب العظيم .. ويُسجرون في النار .. ثم يوبخون على شركهم وكذبهم.

{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (٧٤)} [غافر: ٧٠ - ٧٤].

* صفة طعام أهل النار:

المقصود من الطعام أحد أمرين:

إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه .. وإما أن يسمن بدنه من الهزال .. وطعام أهل النار خال من هذين الأمرين .. فهو طعام كريه في غاية المرارة والنتن والخسة والخبث نسأل الله العافية.

فأهل النار: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)} [الغاشية: ٦، ٧].

والكافر في النار ليس له قريب أو صديق يشفع له .. وليس له طعام يأكل منه إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>