للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غسلين .. وهو صديد أهل النار .. الذي هو في غاية الحرارة .. ونتن الريح .. وقبح الطعم .. وشدة المرارة: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)} [الحاقة: ٣٥، ٣٦].

ولا يأكل هذا الطعام الذميم إلا الذين أخطأوا الصراط المستقيم .. وسلكوا سبل الجحيم: {لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (٣٧)} [الحاقة: ٣٧].

ومن طعام أهل النار شجرة الزقوم .. وهي شر الأشجار وأفظعها .. طعمها كالمهل .. وهو الصديد المنتن .. خبيث الريح والطعم .. شديد الحرارة، يغلي في بطونهم كغلي الحميم كما قال سبحانه: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)} [الدخان: ٤٣ - ٤٦].

وشجرة الزقوم تنبت في وسط النار .. وتسقى بصديد أهل النار .. وطلعها كريه فظيع كأنه رؤوس الشياطين .. وهي طعام أهل النار: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨)} [الصافات: ٦٣ - ٦٨].

وطعام أهل النار يغص به آكله لمرارته وبشاعته .. وكراهة طعمه .. وخبث رائحته كما قال سبحانه: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣)} [المزمل: ١٢، ١٣].

فهذا طعام أهل النار:

طعام الضريع .. وطعام الغسلين .. وطعام الزقوم .. وطعام ذو غصة.

فمن يطيق سماع هذا ورؤيته، فكيف بمن يأكله ويتجرعه؟.

* صفة شراب أهل النار:

شراب أهل النار في غاية الحرارة .. كريه الطعم .. خبيث الرائحة .. حميم لا يطاق .. وصديد من القيح والدم .. وماء كالمهل غليظ أسود .. حار منتن .. وغساق لا يطاق شربه من شدة برده.

<<  <  ج: ص:  >  >>