للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مال، أو عَرَض من الدنيا، ولا يطلب الرياء والسمعة، فيكون من أول من تسجر بهم النار.

فطالب العلم له ثلاثة مواقف:

موقف مع ربه بالصدق والإخلاص .. وموقف مع نفسه بالعلم والعمل .. وموقف مع غيره بالتعليم والدعوة وحسن الخلق.

١ - قال الله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩)} [آل عمران: ٧٩].

٢ - وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠)} [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠].

- آفة العمل:

آفة العمل عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه ويرضاه.

إما بسبب فساد العلم .. وإما بسبب فساد الإرادة.

ففساده من جهة العلم أن يعتقد أن هذا مشروع، وهو ليس كذلك، أو يعتقد أنه يقرِّبه إلى الله وإن لم يكن مشروعاً.

وأما فساده من جهة القصد، فأن لا يقصد به وجه الله والدار الآخرة، بل يقصد به الدنيا والخلق.

ولا سبيل للسلامة من هاتين الآفتين في العلم والعمل إلا بمعرفة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في باب العلم، وإرادة وجه الله في باب القصد والإرادة.

فمتى خلا قلب المسلم من هذه المعرفة، وهذه الإرادة، فسد علمه وعمله،

<<  <  ج: ص:  >  >>