للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا من رحم ربك ... يتوسلون إلى الله بالتوسلات الممنوعة التي أمرنا بها الله تعالى، ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلماذا يفضلون بل يلتزمون التوسلات الممنوعة ويعزفون عن تلك التوسلات المشروعة ... ؟!! نعم لماذا لا يتوسلون بها .. وهم يعلمون أنها واسطة استجابة الدعاء ونوال المبتغى من الرضوان والرحمة والمغفرة ... ؟ أقول لماذا ... وألف ألف لماذا لا تفعلون ... ولا تأتمرون ... ؟!! وأنتم الورثة والقدوة ... ورثة نور النبوة وورثة علم المرسلين الذين لم يخلفوا درهماً ولا ديناراً بل أورثوكم العلم وحملوكم الأمانة .. أمانة تبليغه إلى الأمة ... ولكنكم لم تحملوها ... ولم تؤدوها ... !! لماذا .. ؟! لماذا إذاً أنتم الوارثون؟ ولهذا الإرث محتكرون .. ؟ وما أنتم للعلم مبلغون ... ولا للأمانة مؤدون.

وعلى كل سوف نفرد لهذه المعالجة والمناقشة - بل المحاكمة - فصلاً خاصاً إن شاء الله ونكتفي الآن بهذا القدر ... لنترك المجال للراوي الكريم .. يروي لنا نص الدعاء الذي يدعونا نبينا عليه الصلاة والسلام أن نسأل به الله له أن يعطيه المنزلة الرفيعة والمقام المحمود وتعالوا يا قراءنا المسلمين الأعزاء نصغ جميعاً إلى الأئمة الأجلاء وهم يروون لنا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال:

[من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة (١) والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي] رواه: البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.


(١) يفهم من هذه الجملة: (اللهم رب هذه الدعوة التامة ... ) أي الدعوة إلى الصلاة وهي الأذان أنه دعوة تامة غير ناقصة بشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا كان دعوة تامة فما معنى هذه الزيادات التي يستحسنها (البعض ... ؟) على الأذان ... ؟ رغم التمام الذي شهد له رسول الله. فلو أنهم يعتقدون في صيغة الأذان أنها دعوة تامة لما استحسنوا الزيادة عليها. وهذا ... وما يدعونا إلى تذكيرهم بأن الذي سمى الأذان دعوة تامة هو المعصوم الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - صلى الله عليه وسلم - فهل يستغفرون الله أم يظلمون معاندين ويستحسنون ‍!!!

<<  <   >  >>