للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى هذا الحديث أبو بكر السني في كتابه ((عمل اليوم والليلة)) وقال: حدثنا ابن منيع حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا علي بن ثابت الجريري عن الوازع ابن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عن بلال مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الصلاة قال: ((بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم بحق السائلين عليك وبحق مخرجي هذا ... فإني لم أخرج أشراً ولا رياء ولا سمعة خرجت ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك أسألك أن تعيذني من النار وتدخلني الجنة))].

هكذا رواه ((ابن السني)) عن بلال مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال النووي في الأذكار: حديث ضعيف فإن أحد رواته ((الوازع بن نافع)) وهو متفق على ضعفه وإنه منكر الحديث وقال الحافظ في شرح الأذكار بعد تخريجه من طريق ابن السني بهذا اللفظ: هذا الحديث واه. وقال الدارقطني: تفرد به الوازع وهو متفق على ضعفه وإنه منكر الحديث. قال الحافظ: والقول فيه أشد من ذلك وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: متروك وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة! وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة وقال البخاري: منكر هذا الحديث وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: وهو ضعيف. وقال أيضاً وهو متروك ومجمع على ضعفه.

وهكذا تبين أن الحديث من كلا الطرفين ضعيف بل شديد الضعف مما لا يحتج به لما فيه من العلل المذكورة وكان كل مراد المحتجين به أن يثبتوا فيه صحة التوسل بذوات المخلوقين من قوله: ((اللهم بحق السائلين عليك)) قال بعض أهل العلم: ((على فرض صحة الحديث فإنه لا يؤيد مدعاهم لأنه حق السائلين على الله أن يجيبهم لقوله تعالى ((ادعوني استجب لكم)) فكأنهم توسلوا إلى الله تعالى بصفة الإجابة التي هي صفة من صفات الله وهذا من أعلى درجات التوسل المشروع فإن قيل فأي فرق بين قول الداعي: بحق السائلين عليك وبين قوله: بحق نبيك أو نحو ذلك؟ فالجواب:

<<  <   >  >>