للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الثاني

توسل آدم بمحمد عليهما الصلاة والسلام

روى البيهقي في كتابه المسمى ((دلائل النبوة)) عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى: يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) فعلمت إنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إليّ وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك] رواه الحاكم وصححه.

[الكلام على هذا الحديث]

لا شك في أن آدم عليه السلام قد اقترف الخطيئة ولا شك أن الله سبحانه وتعالى غفر له خطيئته إنما علينا أن نعلم الأسباب التي قام بها حتى غفر الله له. هذا هو البحث الذي نود أن نعالجه ونقف على حقيقته ... حتى تبين إذا تبينا فكرة ما ... تبنيناها صحيحاً له حجته وبرهانه ودليله.

فمن أجل أن نحصل على نتيجة صحيحة مقطوع بها يجب أن نتبع طرقاً صحيحة للحصول على نتائج صحيحة ولما كنا نحن السلفيين نتبع منهجاً معيناً في البحث هو المنهج الذي سلكناه إياه رب العالمين وبلغنا إياه رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم - فسيكون نقاشاً لهذا الحديث ... على أساس ذلك المنهج القويم والصراط المستقيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قال الله تعالى:

(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً /٥٩/) النساء.

<<  <   >  >>