للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الثاني

قال الله تعالى مخبراً عن عبده ونبيه ورسوله إبراهيم عليه الصلاة السلام كيف توسل إليه تعالى عندما أراد أن يتضرع إليه بالدعاء:

ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء * الحمد الله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ويعقوب إن ربي لسميع الدعاء * رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب * ... سورة ((إبراهيم ٣٨ - ٤١))

هذا نموذج من نماذج عدة من توسلات أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

أرأيت يا أخي كيف قدم بين يدي دعائه توسلاً إلى الله تعالى ... بعلمه سبحانه الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء من مكنونات صدور خلقه ولا معلناتها أنه سبحانه وتعالى المحمود في ذاته وأفعاله وصفاته وأنه الوهاب لكل نعمة. ومن ذلك أنه تعالى أنعم على عبده ورسوله إبراهيم رغم كبر سنه وعقم زوجته أن وهبه إسماعيل وإسحاق وإنه لسميع الدعاء خلقه أينما كانوا وبأية لغة دعوا وبأي قصد أو حاجة على اختلافها فإنه يسمع جميع الأدعية ويجيب كلاً على سؤله - متى شاء -.

هكذا قدم إبراهيم بين يدي دعائه هذه التوسلات: بعلم الله، ووهبه، وحمده وسمعه هذه الصفات العلى التي جعلت عن صفات المخلوقين قدمها وسيلة ثم باشر بالدعاء لربه ... (رب اجعلني وقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائي ربنا اغفر لي ولوالدي (١) وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).


(١) قلت: كان هذا الدعاء قبل أن يتبرأ من أبيه لما تبين له عداوته لله عز وجل.

<<  <   >  >>