للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - إذا خالف الصحابي أمر الشريعة أفيتابع على مخالفته أم تتبع الشريعة .. ؟

٧ - إذا كان طالب الاستسقاء ليس بلال بن الحرث بل هو مجهول فما قيمة عمله شرعاً .. ؟

٨ - التأكد من ثبوت وقوع الحادثة من ناحية السند على الشكل المروي في المتن.

أجل لا نستطيع أن نحكم على متن هذا الحديث إلا بالإجابة على هذه الأسئلة فإذا تأكدنا من مطابقة ما جاء فيه على الأحكام الشريعة حكمنا بأن المتن لا يخالف الشريعة وأن عدم المخالفة لا يعني صحة الخبر بل يجب أن ينظر في سند الحديث فإن وجد سالماً من العلل التي تخل بصحته حكمنا على الحديث بأنه صحيح متناً وسنداً وإلا رددنا متناً وسنداً ولنشرع في ذلك مستعينين بالله وحده.

١ - الاستسقاء: هو الطلب من رجل صالح حي أن يدعو الله تعالى بأن ينزل الغيث ويسقي به البلاد والعباد فيرجع الرجل الصالح يديه ويدعو الله تعالى والناس يؤمنون على دعائه أما استسقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته إذا أجدبت فإننا قد أشرنا غليه في البحث الذي شرحنا فيه التوسل المشروع بدعاء المؤمن لأخيه المؤمن (١) وكذلك استسقاء أمته من بعده في زمن الصحابة (٢) فليرجع إلى ذلك من يشاء لتعلقه بالبحث.

هذا هو معنى الاستسقاء وذلك صفة استسقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن هذا الحديث لا ينطبق على تعريف الاستسقاء ... فلا هذا الرجل - وإن كان بدلالاً أو غيره - طلب من رجل حي إنما طلب ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته وذلك في خلافة عمر - حسب ما جاء في الحديث - ولا أدري كيف يطلب ذلك ممن توفاه الله ثم هل هذا الذي طلب إليه أن يستسقي لأمته أجاب. وطلب ودعا الله الجواب: لا لم يكن ذلك لأنه عليه الصلاة والسلام ككل ميت قد انقطع عمله فلا يمكن لأن يدعو عملية الدعاء عمل والعمل قد انقطع


(١) راجع الصفحة ١٧٠ - ١٧٢.
(٢) راجع الصفحة ١٧٣ - ١٧٦.

<<  <   >  >>