للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بوفاته إذاً فإنه لم يدع أي أن عملية الاستسقاء لم تتم ولم تقع لأنه نقص منها العنصر الفعال في موضوع عملية الاستسقاء وهو الدعاء فإذا أحد طلب من أحد أن يدعو له والمطلوب منه الدعاء لم يدع لسبب ما فهل يمكن أن نقول: تمت عملية الدعاء؟

٢ - إن الشرع الإسلامي الكريم لا يجيز مخاطبة الأموات والسؤال منهم قضاء الحاجات كالدعاء وغيره لأنه انقطع عملهم بوفاتهم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: [إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث

: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له. وكيف يسألون الأموات قضاء الحاجات والحي القيوم بديع السموات والأرض لا يسألونه؟ وهو حي باق لا يموت ... ؟

٣ - إن همزة الوصل بين السائل والمجيب هي حاسة السمع التي تصل بين سؤال السائل وإجابة المجيب فإذا سأل والمسؤول لم يسمع فكيف تتم الإجابة؟ وهكذا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انقطع سمعه بالوفاة ... فالذي يناديه لا يسمع نداءه حتى يجيبه وذلك بدليل: (إنك لا تسمع الموتى) و (وما أنت بمسمع من في القبور).

٤ - أما المنامات فليست من أصول الدين حتى تقوم بها الحجة ولكن إذا رؤى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المنام على صورته الشريفة التي خلقه الله عليها فإن ذلك المنام حق لأن الشيطان لا يتمثل بصورته فإذا كان هذا الرجل هو بلال بن الحرث الصحابي فلا شك أنه يعرف صورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رآه في المنام على صورته المعروفة فرؤيته حق وإذا قال له رسول الله في المنام ستسقون فإنهم سيسقون فكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق في اليقظة والمنام فيما وافق الشرع الذي بلغه وقد يقول له: ستسقون دون أن يستسقى به أي يطلب منه السقيا أو بالاستسقاء به - على جواز وقوعه - فإنهم سيسقون ويكن قوله هذا بشارة بالسقيا وستقع حتماً

<<  <   >  >>