للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن خاب فالهم، وأرتد كيدهم إلى نحورهم، وإن الله تعالى الذي تولى حفظ دينه سينصر كلمته، ويجعلها هي العليا .. ويجعل كلمة الذين كفروا السفلى.

وإننا نرجو من إخواننا الذين أغتروا بها وتخدروا ردحها من الزمن بسمومها ... أن يصحوا الآن على ترياق الحق، ويعلموا أن ما كان يؤثر عليهم ... إنما هو كيد عدو ماكر كافر، ودس ذنديق خبيث فاجر. فيعودوا - إن شاء الله - إلى الصف المحمدي إخوة أحباء، وأشقاء كرماء، ويتأكدون أن ما كان فيهم هو من أثر كيد كائد حانق حاقد.

ولنبدأ بكشف الأقنعة عن هذا الخبر ... . ليتضح لك يا أخي ... أنه لا يصلح حجة، ولا دليلاً على صحة (دعوى القوم ... ) وإليك البيان:

١ - هذا الخبر في أى زمن كان ... ؟ وهذا الأعرابي من هو ... ؟ أصحابي أم تابعي أم من هو، وما هي هويته ... .. ؟ وهؤلاء الذين استحسن أحدهم سؤال الأعرابي ... من هم ومن هذا الذي أستحسن وبشر الأعرابي بمغفرة ذنبه وتالى على الله واكتشف الغيوب ... ؟

٢ - هل في كلام الأعرابي ... أو كلام من أستحسن كلامه، وبشره بالمغفرة ما يؤيده الكتاب والسنة ... حتى تقوم الحجة ويستقيم الدليل ... ؟ هذان سؤالان ... يردان على الخاطر قبل الشروع بمناقشة أجزاء هذا الخبر ... .ولعلهما يكونان المفتاح الذي نفتح له باب الأجوبة عن كل سؤال يرد أثناء النقاش حتى تنتهك الأسترة ستراً ستراً، ويظهر من ورائها الوضاعون والكذابون.

إن هذا الخبر ... والقصة الواردة فيه وأشخاصها: العرابي ومن كان معه بما فيهم ذلك الذي بشره بالمغفرة ... !!؟ مجموعة مجاهيل، وليس لهم وجود إلا في أدمغة من أخترعوا هذا الخبر ولفقوه وصنعوه.

لا يهمنا معرفة أشخاص القصة، بقدر ما يهمنا ما نسجوا فيها من أفكار وما ضمنوها من العقائد الفاسدة والزندقات الماكرة، والعقائد الكافرة بكلمات منمقة وعبارات مزخرفة باسم محبة الرسول ... والتوسل بذاته، وإيهام العامة

<<  <   >  >>