للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يكون في التوراة، أن الوحي كان يأتي موسى من بين الصورتين وأنه كان يخاطبه من هنالك. ونصهم في ذلك:

«ونوعدتي لخم شم ودبرتي إتخ معل هكبواريث مبين شني هكروبيم إث كل أشر أصوبي لاوتخ آل بني إسرائيل.» (١)

[شرحه:]

وقال الله لموسى سأحضر معك فى القبة وأخاطبك من أعلى الغشاء من بين الصورتين اللتين على صنوف الشهادة فالذي آمرك به لبني إسرائيل.

وفى الثاني من العشر كلمات ما نصه:

«لو تعسى لخ بيصل وخذثمونا أشر بشمائم بما عل وأشر بأرض متاحت.» (٢)

[شرحه:]

لا تصنع شكلا ولا شبها مما في السماء وما في الأرض.

فانظر هذا النص مع الذي قبله فيهما تناقض مفرط وضلال واضح، وهو قولهم اصنعوا، ثم قال لا تصنعوا. وهذا الذي قررناه مبني على فساد دينهم وسوء معتقدهم. ويدل أيضا على أن توراتهم التي بأيديهم ليست من كلام الله وإنما هي وضع كذاب مفتر على الله، وضع فاسق مجترىء على الله لا يؤمن بيوم الحساب، ولو علم أنه مخلد في النار أبدا لما اجترأ على الله هذا الاجتراء العظيم الذي يقطع عليه فيه بالخسران العظيم والعذاب الأليم. ولتعلم أن هذا التناقض الذي ألزمناهم والرهط الذي أرهطناهم لا محيد لهم عنه بوجه ولا بحال، وقصارى ما يجاب به في هذا المحل أن يقال أحد النصين إما يخصص الآخر وإما ينتسخه، إلا أنهم لا يرون نسخا ولا تخصيصا فانسدت


(١) الخروج ٢٥: ٢٢
(٢) الخروج ٢٠: ٤

<<  <   >  >>