للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

• ومنها: أن هذا الملك أحأب كان عظيمهم وسيدهم فلما آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - كفروه، فناهيك من قوم يصممون على الكفر ويتبعون أهواءهم (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).

وهذا الذى ذكرنا عنهم يشبه بالنظر ما يأتي من اعتقادهم الفاسد.

[فصل]

يتضمن ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - باسمه الذي لا ريب فيه. من ذلك نص ما في كتاب هويشع وهو:

«مَا تعَسُواْ لِيُومْ مُوعِدْ وَلِيَوْمِ حَغْ أُذْنَيْ كِي هِنِّي هلخُواْ مِشَوَدْ مِض لايَمْ تَقِيمِيمْ مُود تغيرم محمد كَخْسِيم كِؤُس جِيرَسِم حُوِح، بِأهْلِيِهم.» (١)

[شرحه:]

أي شيء تعملون، أم كيف يكون حالكم في اليوم الموعود وفي اليوم المشهود، ما زلتم تسلكون وتنتقلون من نحس إلى نحس. المصريون أسروكم والروم قتلوكم ومحمد يسبي أموالكم والكؤس يطردونكم والشوك في أخبيتكم.

ومصدق هذا الكلام: التقرير والتوبيخ وتعداد ما نزل بهم من المكروهات وكأنه يقول لهم: لا بد لهم أن يذهب رسمهم وآثارهم حتى لا يبقى منهم أحد، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته هم المسلطون عليهم، بسبب كفرهم وانتقالهم من فساد إلى أفسد منه، وهذا معنى قوله: إنهم يسلكون من نحس إلى نحس، و"محمد كخسيم" معناه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بتغريمهم المال. والكؤس قبيلة من العرب. وحوح


(١) هوشع ٩: ٥ - ٦

<<  <   >  >>