للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" (١) أو كما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، هل معنى ذلك أن الآكل لأي من هذه الأشياء لا تجوز له الصلاة في المسجد حتى تمضي عليه تلك المدة أو يعد أكلها غير جائز لمن تلزمه صلاة الجماعة؟.

الجواب: هذا الحديث وما في معناه من الأحاديث الصحيحة يدل على كراهة حضور المسلم لصلاة الجماعة ما دامت الرائحة توجد منه ظاهرة تؤذي من حوله، سواء كان ذلك من أكل الثوم أو البصل أو الكراث أو غيرها من الأشياء المكروهة الرائحة كالدخان حتى تذهب الرائحة -مع العلم بأن الدخان مع قبح رائحته هو محرم، لأضراره الكثيرة وخبثه المعروف وهو داخل في قوله سبحانه عن نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في سورة الأعراف: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: ١٥٧] ويدل على ذلك أيضًا قوله سبحانه في سورة المائدة: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: ٤] ومعلوم أن الدخان ليس من الطيبات فعلم بذلك أنه من المحرمات على الأمة. أما التحديد بثلاثة أيام فلا أعلم له أصلًا. والله ولي التوفيق.

كتاب الدعوة - ص ٨١، ٨٢ الشيخ ابن باز

[حكم أكل الكراث والبصل والثوم وإتيان المسجد]

السؤال: ورد في الحديث الصحيح النهي عن قرب المسجد لمن أكل بصلًا أو ثومًا أو كراثًا. فهل يلحق ذلك ما له رائحة كريهة وهو محرم كالدخان؟.

وهل معني ذلك أن من تناول هذه الأشياء معذور بالتخلف عن الجماعة ولا يأثم بتخلفه؟.

الجواب: ثبت عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا" (٢) وثبت عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" (٣) وكل ما له رائحة كريهة حكمه، حكم: الثوم والبصل، كشارب الدخان ومن له رائحة في إبطه أو غيرهما مما يؤذي جليسه. فإنه يكره له أن يصلي مع الجماعة وينهى عن ذلك حتى يستعمل ما يزيل هذه الرائحة.

ويجب عليه أن يفعل ذلك مع الاستطاعة حتى يؤدي ما أوجب الله عليه من الصلاة في الجماعة. أما التدخين فهو محرم مطلقًا، ويجب عليه تركه في جميع الأوقات، لما فيه من المضار الكثيرة في الدين والبدن والمال. أصلح الله حال المسلمين ووفقهم لكل خير.

فتاوى مهمة تتعلق بالصلاة، ص: ٦١ - ٦٢، الشيخ ابن باز

[ساعة الإجابة يوم الجمعة]

السؤال: آخر ساعة من عصر الجمعة هل هي ساعة الإجابة، وهل يلزم المسلم أن يكون في المسجد في هذه الساعة، وكذلك النساء في المنازل؟.

الجواب: أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان: أحدهما: إنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه، وسواء كان رجلًا أو امرأة. فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب، ولا غيرها إلا بعذر شرعي كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.


(١) أخرجه البخاري في الأذان (٨٥٤)، ومسلم في المساجد (٥٦٤).
(٢) أخرجه البخاري في الأذان (٨٥٥)، ومسلم في المساجد (٧٣ - ٥٦٤).
(٣) أخرجه البخاري في الأذان (٨٥٤)، ومسلم في المساجد (٥٦٤).

<<  <   >  >>