للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعلم أن النوم مثل الموت، واليقظة مثل البعث، فكن مستعدًا للقائه بأن تنام على طهارة، وتكون وصيتك مكتوبة تحت رأسك، وتنام تائبًا من الذنوب مستغفرًا عازمًا على ألا تعود إلى معصية، واعزم على الخير لجميع المسلمين إن بعثك الله تعالى، وتذكر أنك ستضجع في اللحد وحيدًا فريدًا، ليس معك إلا عملك، ولا تجزى إلا بسعيك.

ولا تستجلب النوم تكلفًا بتمهيد الفرش الوطيئة؛ فإن النوم تعطيل للحياة إلا إذا كانت وبالاً عليك فنومك سلامة لدينك.

واعلم أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، فلا يكن نومك بالليل والنهار أكثر من ثماني ساعات، فيكفيك إن عشت مثلا ستين سنة أن تضيع منها عشرين سنة وهو ثلث عمرك.

وأعدّ عند النوم سواكك وطهورك، واعزم على قيام الليل أو على القيام قبل الصبح، فركعتان في جوف الليل كنز من كنوز البر، فاستكثر من كنوزك ليوم فقرك، فلن تغني عنك كنوز الدنيا إذا متَّ.

فإذا تقلبت من جنب إلى جنب فقل: ((لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)) (١).

فإذا فزعت من النوم أو رأيت ما تكره في منامك فانفث عن يسارك ثلاثاً، وقل: ((أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون)) (٢)، وتحول عن جنبك الذي كنت عليه.

واعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله،


(١) النسائي في "اليوم والليلة" (٨٦٤)، وصححه ابن حبان (٥٥٣٠ - إحسان)، والحاكم، والعراقي. راجع "فيض القدير" (٥/ ١٥٠)، "الصحيحة" (٢٠٦٦).
(٢) رواه الإمام أحمد (٦٦٩٦ - شاكر)، وأبو داود (٣٨٩٣)، والترمذي (٣٥٢٨) وحسنه، والنسائي في "اليوم والليلة" (٧٧١)، وابن السني في "اليوم والليلة" (٧٤٩).

<<  <   >  >>