للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مع رواية اليعقوبي الشيعي "وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه، وكسر سيفه، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم أياماً ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع" (١).

ولا ندري، من الصادق من القوم؟ نعمة الله الجزائري وسليم بن قيس العامري (٢) والقطب الراوندي والقمي والمجلسي أو العياشي واليعقوبي؟

لا ندري، أم كلهم كذبة يكذبون ويحكون، ولا يدرون أن أهل البيت لم يقولوا، ولم يكونوا هكذا، ولو كانوا أو قالوا لما قالوا في أبي بكر، هو الصديق، وفى عمر، أنه ميمون النقيبة ومرضي السيرة، ولم يسموا أبناءهم بأسمائهم، ولم يناكحوهم ويعاشروهم ويمدحوهم بعد موتهم، فلا نستطيع أن نقول بعد رواية هذه الأشياء كلها: اللهم إلا أن أهل البيت كانوا صادقين في أفعالهم وأعمالهم،


(١) "تاريخ اليعقوبي" ج٢ ص١٢٦
(٢) هو سليم بن قيس العامري الهلالي الكوفي، مات سنة ٩٠ تقريباً، يقولون عنه: إنه من أصحاب علي بن أبي طالب، فيكتب الخوانساري "صاحب أمير المؤمنين عليه السلام ومصنف كتاب مشهور الذي ينقل عنه في البحار وغيره .. وقد كان من قدماء علماء أهل البيت عليهم السلام، وإنه أدرك خمسة من الأئمة المعصومين عليهم السلام، هم أمير المؤمنين، والحسنان، وزين العابدين، والباقر" (روضات الجنات ج٤ ص٦٦).
ويقول القمي: له كتاب معروف وهو أصل من الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت (ع) وهو أول كتاب ظهر للشيعة معروف بين المحدثين، اعتمد عليه الشيخ الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء" (الكنى والألقاب ج٣ ص٢٤٨)

<<  <   >  >>