للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل دين الواجبات والفرائض، دين العبادات والمعاملات، دين الأوامر والنواهي، الدين الذي علم على لسان رسوله الصادق الأمين بأن أهل البيت أنفسهم لا يستطيعون أن ينجوا من عذاب الله وبطشه وناره إلا بالتمسك بحبل الله، والعمل بما أمره الله ورسوله، والاجتناب عما نهاه الله ورسوله، كما خاطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل بيته، عمه، وعمته، وبنته وعشيرته، كل واحد باسمه وشخصه قائلاً: "يا بنى عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا فاطمة بنت رسول الله! يا عباس بن عبد المطلب! يا صفية عمة رسول الله! افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً" (١).

وفى رواية أخرى "اعملوا اعملوا، وسلوني من مالي ما شئتم، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً" (٢).

فهؤلاء هم أهل بيت النبوة لا ينجون من عذاب الله، ويدخلون الجنة بحبهم لرسول الله، وولائهم له، وقرابتهم منه، إلا بالعمل الصالح وإطاعة الله ورسوله في كل الأمور، أمور الدنيا والآخرة، ورسول الله لا يغنيهم بدون ذلك.

وهذا ما يؤديه القرآن المنزل من السماء على محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث جاء فيه {لا تزر وازرة وزرة أخرى} (٣).

و {أن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى} (٤).

و {فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف


(١) "تفسير منهج الصادقين" ج٦ ص٤٨٨
(٢) "تفسير منهج الصادقين" ج٦ ص٤٨٨
(٣) سورة الأنعام الآية ١٦٤
(٤) سورة النجم الآية ٣٩ إلى ٤١

<<  <   >  >>