للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"إياكم أن تعملوا عملاً يعيرونا به، فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً، ولا تكونوا عليه شيناً، صلوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم. والله، ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء. قلت: وما الخبء؟

قال: التقية" (١).

وروي ابن بابويه القمي عن المدرك بن هزهاز أنه قال:

"قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مدرك، رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون" (٢).

وكذبوا على أصحاب الكهف حيث اتهموهم بالنفاق وخداع الناس بإظهارهم خلاف ما يبطنون في قلوبهم حيث نقلوا عن جعفر أنه قال:

"ما بلغ التقية أحد تقية أصحاب الكهف إن كانوا ليشهدون الأعياد ويشدون الزنانير فأعطاهم الله أجرهم مرتين" (٣).

مع أن الرب تبارك وتعالى أخبر عكس ذلك حيث ذكر في كلامه المحكم: { .. إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى * وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططاً * هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً * وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً} (٤).

ولكن القوم يقولون عكس ذلك، ويأمرون الناس بالكذب، وأن يصيروا من المنافقين، الذين قال الله عنهم:

{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً} (٥).


(١) الأصول من الكافي ج٢ ص٢١٨ ط إيران
(٢) كتاب الخصال لابن بابويه القمي ١ ص٢٥ ط إيران
(٣) الأصول من الكافي للكليني ج٢ ص٢١٨
(٤) سورة الكهف الآية ١٣ - ١٦
(٥) سورة النساء الآية ١٤٥

<<  <   >  >>