للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الغيث، ونحن الذين بنا يصر عنكم العذاب، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا" (١).

وعلى ذلك قالوا: "يجب على الله نصب الإمام كنصب النبي" (٢).

وليس للخلائق خيار في اختيار الإمام وتعيينه، والله نصب للعالم أجمع اثنى عشر إماماً، أولهم علي وآخرهم معدومهم الذي يزعمونه ابناً للحسن العسكري الذي لم يولد قط.

ومن الغرائب أن واحداً من هؤلاء الاثنى عشر لم يملك زمام الحكم أبداً غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي جعل الإمام باختيار من الناس بعد خلفاء رسول الله الثلاثة الذين سبقوه على منصب الإمامة والزعامة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذين استشهد علي رضي الله عنه على صحة خلافته بصحة خلافتهم حيث قال كما ورد في أقدس كتاب شيعي (نهج البلاغة) - عكس ما يقوله القوم ورغم أنوفهم:

"إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى" (٣).

وحاصل الكلام: "أننا لا نفهم الإمامة الشيعية التي يجعلونها واجبة، والتي يقولون فيها: إن على الله أن ينصب من يشغلها ويجوز بها لردع الظالم عن ظلمه وحمل الناس على الخير وردعهم عن الشر" (٤).


(١) كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه القمي ج١ ص٢٠٦
(٢) انظر لذلك منهاج الكرامة للحلي ص٧٢، وأيضاً أعيان الشيعة الجزء الأول، القسم الثاني ص٦، أيضاً الشيعة في التاريخ لمحمد حسين الزي ص٤٤، ٤٥، أيضاً أصول المعارف لمحمد الموسوي ص٨٢، أيضاً الألفين الفارق بين الصدق والمين للمحلي ص١٥
(٣) نهج البلاغة بتحقيق صبحي صالح ص٣٦٦، ٣٦٧ - ط بيروت
(٤) أعيان الشيعة الجزء الأول القسم الثاني ص٦

<<  <   >  >>