للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأبَا هريرَة وَسمرة بن جندب، أمَّا أنسَ فإنه بلغِني أنه اختلط عَقله في آخِر عمْرهِ (١)، وَكانَ يستفتي عَلقَمة (٢)، وَأنا لاَ أقلد عَلقمة، فَكيف أقلد مَن يستفتي عَلقمة؟ (٣) وَأمَّا أبَا هريرة فإنه (٤) لم يكنْ مِن أهل الفَتِوى، بَل كَانَ مِن الرواة فيمَا يروى، لاَ يتأمل في المعنَى، وَكانَ لاَ يعرف الناسِخ والمنسُوخ (٥)،

وَلأجلِ ذَلكَ حَجَرَ عَليه عُمر عَلى الفَتوى في آخِرِ عُمرِهِ (٦)، وَأمَّا سَمرة بن جندب فقَدَ بلغني عَنه أنهُ أمر


(١) لم أجد هذه الرواية بسند أو بدون سند في كتب الجرح والتعديل، بل ثبت عكس هذا من دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له كما روى الإمام أحمد وغيره أن أم سليم التمست له الدعاء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أنس: ((فما ترك يومئذ خيراً من خير الدنيا ولا الآخرة إلا دعا لي به، ثم قال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه، قال أنس: فأخبرتني ابنتي إني قد دفنت من صلبي بضعا وتسعين، وما أصبح في الأنصار رجل أكثر مني مالا)).المسند: ٣/ ٢٤٨؛ الطبراني، المعجم الكبير: ١/ ٢٤٨؛ أبو نعيم حلية الأولياء: ٨/ ٢٦٧. وينظر أيضاً الإصابة: ١/ ١٢٧.
(٢) هو علقمة بن عبد الله بن مالك بن علقمة النخعي الكوفي، قال عنه الذهبي: فقيه الكوفة وعالمها الحافظ المجتهد الإمام أبو شبل، وفاته سنة ٦٢هـ. تاريخ بغداد: ١٢/ ٢٩٦؛ سير أعلام النبلاء: ٤/ ٥٣.
(٣) لم يكن علقمة من تلاميذ أنس، ولم يثبت لقائه له، إذ كان الأول يسكن الكوفة، والثاني يسكن البصرة، ولم يذكر ضمن شيوخه، فكيف يستفتيه؟!. ينظر تهذيب الكمال: ٢٠/ ٣٠١.
(٤) (فإنه) سقطت من (د).
(٥) في (د): (من المنسوخ) ..
(٦) هذه الرواية هي كسابقتها، فلم أجدها بسند أو بدون سند إلا ما أورده أبو شامة المقدسي، فقد ورد عن ابن عمر ما يناقضها، إذ أخرج الترمذي عنه أنه قال لأبي هريرة: ((يا أبا هريرة: كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه)).السنن: ٥/ ٦٨٤، رقم ٣٨٣٦؛ الإمام أحمد، المسند: ٢/ ٢، رقم ٤٤٥٣. وينظر الإصابة: ٧/ ٤٣٩.

<<  <   >  >>