للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليجؤون (١) إلى خزنة جهنم، كما يلجأ السجين إلى حراس السجن، يظن أنهم يملكون له نفعا، أو يدفعون عنه ضرا، يقولون: {لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب قالوا أو لم تأتيكم رسلكم بالبينات؟! قالوا (لهم ساخرين منهم) فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلالٍ ... }.

فاذا يئسوا منهم عمدوا إلى مالك، رئيس حرس جهنم.

{ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}.

فأجابهم الجواب الصارم الحاسم، قال: {إنكم ماكثون}.

فيفكرون في أن يفتدوا أنفسهم، كما كانوا يفتدون في الدنيا بالمال، ولكن هيهات: {ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.

فلا تفيدهم هذه المحاولات شيئا، ويبقون في جهنم. {ولهم مقامع من حديدٍ كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍّ أعيدوا فيها}.

وقيل لهم: {ذوقوا عذاب الحريق}.

الإيمان باليوم الآخر

[أحاديثهم واختلافهم]

أهل الجنة اخوان على سرر متقابلين، قد نزع ما في صدورهم من


(١) من الناس من يضع همزة هذه الكلمة على الألف (فليجأون)، وهو غلط، ومنهم من يضعها على مدة هكذا: (يلجئون)، اذ يرسمون الهمزة على (كرسي) بعد الجيم والصواب (فيما أرى) هو ما رسمتها عليه.

<<  <   >  >>