للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزّلنا عليهم من السماء ملكاً رسولا}.

وناقشوا رسلهم {قالوا إن أنتم الا بشرٌ مثلنا}، {قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم}. كما قلتم: {ولكن الله يمُنُّ على من يشاء من عباده}.

وقد منَّ علنا فأوحى إلينا الشريعة، وأمرنا بتبليغها:

{وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً}.

فرد الله عليهم، مخاطبا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم:

{وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق}.

وقال لهم رداً عليهم:

{وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً (أي: على هيئة رجل) وللبسنا عليهم ما يلبسون}.

[حقيقة الرسول]

الرسول بشر يمتاز بالوحي، وقد قال تعالى لمحمد: {قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ}.

وقد أكد بشريته باستعمال (إنما) وهي تفيد الحصر والقصر، وتنفي عنه ما ينافي البشرية، ثم أكدها مرة ثانية بقوله: {مثلكم}.

هو مثلنا في تكوين جسده، وطبيعة خلقه، ولكنا لسنا جميعا مثله، في خلقه ولا في مزاياه ولا في عظمته، ولو لم يكن (محمد) خاتم الأنبياء، لكان - بلا جدال - أعظم العظماء وبطل الأبطال.

فاذا كان بشرا مثلنا، يجوز عليه ما يجوز علينا، فهل يخطئ كما نخطئ؟ والجواب:

<<  <   >  >>