للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم قال: [إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا] (١)

وبعد استعراض هذه الأحاديث المباركة العظيمة هل يبقي شك في أهمية الأخلاق ومكانتها في هذا الدين العظيم، فصاحب الخلق الحسن له من المزايا التي اختص بها عند الله وعند رسوله صلي الله عليه وسلم حتي في معاملة الكفار إننا مأمورون بإظهار الأخلاق السمحة التي هي روح الإسلام وجوهره، فالله جل في علاه لما بعث موسي وهارون ـ عليهما السلام ـ إلي فرعون الذي طغي وادعي الربوبية أمرهما بقوله تعالي: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي} (٢)

[نبذة من أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم]

لقد تعمدت أن أذكر شيئا من سيرة النبي المصطفي والرسول المجتبي حتي يتجلي لنا هدي نبينا صلي الله عليه وسلم في هذا الجانب العظيم والله جل وعلا يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} (٣) ويصفه جل وعلا في آية عظيمة في كتابه العزيز: {وإنك لعلي خلق عظيم}.

ومن هنا يظهر لنا هذا الخلق العظيم الذي في حياة النبي صلي الله عليه وسلم. فلقد كان صلي الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول


(١) رواه الترمذي وقال حديث حسن
(٢) طه [٤٤]
(٣) الأحزاب [٢١]

<<  <   >  >>