للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا في الحديث يقول الله عز وجل: (أين المتحابون بجلالي؟!، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) (١)؛ فقال: (أين المتحابون بجلالي) فهو حُب بجلاله وتعظيمه ومهابته ليس حباً لمجرد جماله فإنه سبحانه الجليل الجميل.

والحب الناشئ عن شهود هذين الوصفين هو الحب النافع الموجب لكونهم في ظل عرشه يوم القيامة.

فشهود الجلال وحده يوجب خوفاً وخشيةً وانكساراً، وشهودُ الجمالِ وحده يوجب حباً بانبساط وإدلال ورعونة.

وشهود الوصفين مما يوجب حباً مقروناً بتعظيم وإجلال ومهابة، وهذا هو غاية كمال العبد، والله أعلم) انتهى (٢).

وينبغي أن يُعلم أن شدة التعلق بالثواب المخلوق في الجنة من الحور وغيرها إذا كان معه محبة لله ضعيفة فإنه يُخشى أن يكون - كما قال ابن القيم - رحمه الله –: (أنه إذا نال ذلك الحظ من محبوبه فَتَرَتْ محبته وسكن قلبه وترحّل قاطن المحبة من قلبه كما قيل "من وَدّكَ لأمرٍ ولّى عِندَ انقضائه "، فهذه محبة مشوبة بالعِلل، بل المحبة الخالصة أن يحب المحبوبَ لكماله وأنه أهل


(١) رواه مسلم برقم (٢٥٦٦) وأحمد برقم (٧٢٣٠) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه تبارك وتعالى.
(٢) طريق الهجرتين، ص (٣٨٥).

<<  <   >  >>