للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاء، فمحبة العبودية هي أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده) انتهى (١).

ومن أعظم القواطع عن محبة الله وعبوديته العشق الذي قال فيه ابن القيم: (إنه شرك في المحبة وفراغ عن الله، وتمليك للقلب والروح والحب لغيره).

وقال – رحمه الله -: (فإن إفساد عشق الصور للقلب فوق كل إفساد، بل هو خمر الروح الذي يُسكرها ويصدها عن ذكر الله وحبه، والتلذذ بمناجاته، والأنس به؛ ويُوجب عبودية القلب لغيره، فإن قلب العاشق متعبّد لمعشوقه، بل العشق لُبّ العبودية، فإنها كمال الذل والحب والخضوع والتعظيم) انتهى (٢).

ولاشك أن التعلق بالدنيا والسُّفْلِيَّات وشِدَّة الرغبة فيها يُوثِق القلب ويقيّد الروح أنْ تصعد لمرادها الحق، فَتَجُول في العالَم السُّفلي المظلم الموحِش فلا تجد سوى الظلمة والوحشة، وتكون بذلك مُعذّبة بحسب قوة ذلك التعلق وضعفه.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: (وكلما كان قلبه في محبة الله وذكره وطاعته كان معلقاً بالمحل الأعلى، فلا يزال في عُلوِّ مادام كذلك، فإذا أذنب


(١) روضة المحبين، ص (٥٢).
(٢) زاد المعاد، ٣/ ١٥٤.

<<  <   >  >>