للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المثال الثاني: العقل: نهى خالقه سبحانه عن شُرب المسكر صيانة له ومحافظة عليه أن يزل عن مكانته التي خلقه الله عليها مفطوراً على معرفة خالقه ومحبته والإنابة إليه وكمّل ذلك بشرعه حيث إن حَشْو هذه العناية واللطف جماله وكماله ورزانته، وكذلك نجاته من التعرض لمساخط خالقه ومالكه سبحانه المستوجب لشقائه في الدنيا وعذابه في الآخرة.

فانظر إلى عقل الإنسان إذا شرب المُسْكِر كيف ينحط إلى أسفل من درجة الحيوان البهيم مع أنه قد هُيِّئ ليلتحق بعالَم الملائكة، فهذه بعض ثمار المخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يظهر ارتباط الطبيعة بالشريعة.

وإذا كانت اللحية هنا مثالاً واحداً قد تبيّن حُسْن إعفائها وقُبح حَلْقها فلك أن تقيس على ذلك كل ما في الكون من مخلوقات الحكيم الرحيم، وأنه سبحانه قد أحسن خَلْقها طبيعة، وأن شرعه من أمره ونهيه لا يخرج مثقال ذرة عن هذا الإحسان والإتقان، وقِس ما غاب عنك على ما شاهدته، وما لم يحط به علمك على ما علمته.

<<  <   >  >>