للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: الوسط، قال: (فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ) وقال: (إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ) أي: فى أحكم البين فشبهه بوسط الطريق، وقيل: السواء هاهنا بمعنى العدل.

الثالث: الأمر البين، قال: (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) يعني: على أمر بين، قال أبو عبيد: قال الكسائي وغيره: السواء العدل، وقال غير واحد من أهل العلم: (انْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) أي: أعلمهم أنك محاربهم حتى يصيروا مثلك في العلم بذلك، فذلك هو السواء.

الرابع: الاستواء، قال: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) وقال: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)، قال (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) أي: مستوون، ومثله: (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) أي: مستو عندهم إنذارك وخلافه، وقال: (عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ).

الخامس: القصد، قال الله: (أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ). وقال: (وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) ونحوه: (وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ) وقيل: معناه هاهنا العدل، والمراد عندي الحكم البين، فشبهه بوسط الطريق، ووسط الطريق بينه فخصه بالذكر

<<  <   >  >>