للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: السجود للأصنام وهي وإن سمتها العرب عبادة فليست بعبادة، وهي على حسب ما سمت العرب ربًّا وإلها وليس هو على الحقيقة، وقال: (مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ). وقال: (أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) فإن قيل: ما معنى قوله: (مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ)، وليس في الآخرة كذب، قلنا: معناه إنا لم نكن نستحق العبادة.؛ فلم تكن عبادتهم على الحقيقة عبادة لنا، كما تقول: لصاحبك ليس هذا القول قولك، وإن كان قاله بمعنى أنه لا يليق بك، وبمعنى أنك دون ما يقوله أيضا، وقوله: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) أضافهم إلى الله، إضافة الخصوصية، لأن الخلق كلهم عباده.

والإضافة على خمسة أوجه:

إضافة الخصوصية، وهي مثل هذا، ومثل قوله: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ).

وإضافة النسب؛ وهي قولك: ابن فلان، وبنت فلان.

وإضافة السبب؛ وهو قوله: فلان شريك فلان وصديقه.

وإضاقة التعريف؛ وهو سرج الدابة، ولجام الفرس، وقميص الرجل.

ولإضاقة الملك؛ مثل: دار زيد، وصنعة عمرو.

<<  <   >  >>