للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) قِيل: أول الموحدين لله من أهل زمانه، ومثله: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) وقوله تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) أي: ابتدئ بإظهار الإسلام ليتلو في الناس.

الثالث: أول المؤمنين، أي: أول المؤمنين بذلك، ويجوز أن يكون معناه أنه أول المؤمنين بهذا وبغيره مما هو من دين اللَّه ليس أنه لم يكن مؤمنا به قبل ذلك وإنما أراد أنه يجدد له إيمانن بعد إيمان قبل أن يتجدد ذلك لغيره فهو أول فيه.

الرابع: قوله تعالى: (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) أي: أول المؤمنين من اتباع فرعون، وقيل: كانوا أول مؤمني أهل دهرهم، وذلك غلط؛ لأن موسى وهارون - عليهما السلام - كانا مؤمنين قبلهم، وقوله تعالى: (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) دليل على أن موسى كان قد علم أن من بني إسرائيل من هو مؤمن، وكان فرعون يتعبدهم؛ فطلب منه إرساله إياه.

<<  <   >  >>