للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إلا]

قالوا: هي على أربعة أوجه:

أولها: الاستثناء، كقوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) فاستثنى المتقين؛ لأنهم ليسوا بأعداء.

الثاني: بمعنى لكن، في قوله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) أي: لكن الذين ظلموا يحتجون عليكم بغير حجة لجهلهم، وقيل: معناه لكن الذين ظلموا فلا تخشوهم.

قال أبو عبيدة: إلا هاهنا بمعنى الواو وإليه ذهب أبو علي - رحمه الله -، أي: ولا الذين ظلموا عليكم حجة وهم من جملة الناس إلا أنه خصهم لشدة عبادهم كما خص النخل والرمان لفضلهما على غيرهما، وقال المبرد: هذا خطأ؛ لأن الواو للعطف، والإشراك، وإلا للاستثناء ولا يدخل أحدهما في باب الآخر.

ْقال: والأول صحيح؛ لأن حق الاستثناء أن يكون كله على معنى لكن، وفيه كلام كثير ليس هذا موضع ذكره.

واحتج أبو عبيدة بقول الشاعر:

إلَّا كناشرة الذي كلّفتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت

قال المبرد: معنى هذا لكن ناشرة الذي ضيعتم. والكاف زائدة، وناشرة اسم رجل أي: خرج عنكم وادعى فى بني أسد فتركتموه يخاطب بني مازن.

واحتج أبو عبيدة أيضا بقول الأعشى:

إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا

قال: يعني وكخارجة، وقال المبرد: أراد ولكن كخارجة المتكلف خلاف ما عليه العشيرة.

<<  <   >  >>