للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ (١) السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَم إِلَّا مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ (٢) تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ، واللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةً تُعْضَدُ».

لولا الذين لهم وِرْدٌ يقومونا ... وآخرون لهم سِرْدٌ يصومونا

لدُكدكت أرضكم من تحتكم سَحَراً ... لأنكم قوم سوء لا تخافونا

[خوف الصحابة والسلف من الحساب]

والمتأمل لأحوال الصحابة والسلف يجد أن ذكر الموت والخوف من الحساب كان يُورق مضاجعهم ويسيل مدامعهم ...

- فهذا عثمان بن عفان يقول: وددت أني إذا متُّ لا أبعث.

- وهذا أبو عبيدة بن الجراح يقول: وددت أني كبش فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي ..

- وبكى عبد الله بن رواحة فقيل له: ما يبكيك؟! قال: أنبأني الله أني وارد النار ولم ينبئني أني خارج منها.

- وبكى النخعي عند موته وقال: انتظر رسول ربي ما أدري أيبشرني بالجنة أم بالنار؟!


(١) أطت: أن السماء من كثرة ما فيها من الملائكة العابدين أثقلها حتى سُمع لها صوتاً وهو الأطيط.
(٢) الصعدات: الطرقات.

<<  <   >  >>