للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٤ - المعادلة الصعبة]

بعد أن بينا بحول الله وقوته، وفضله ومنته بعض معالم الطريق .. تظهر لنا مشكلة هامة .. ألا وهي: كيف نسير في الاتجاهين معاً -إصلاح النفس ودعوة الغير- عملياً دون إفراط أو تفريط.

أو بعبارة أخرى: كيف يتسنى لنا أن نواصل السير في كلا الأمرين دون كلل أو ملل؟

[الشيطان مع الواحد]

لقد اتضح بالتجربة أن المسلم لا يستطيع أن يستمر في كلا الأمرين بنفس القوة إلا في حالة واحدة وهي: وجود بيئة صالحة ووسط طيب فيه يعتنق هذه الأفكار ويسعى سعياً جاداً إلى إصلاح نفسه ودعوة غيره ..

في هذا الوسط يعيش المسلم ويتأثر من خلاله، فيعطي ويأخذ من محاسن الأخلاق والصفات، ووجود هذا الوسط ضروري ولو كان من اثنين فقط لأن «الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الِاثْنَيْنِ أَبْعَد» (١) ... «وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» (٢) كما قال


(١) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه ولكن رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقه.
(٢) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما= من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان ... فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» رواه أبو داود بإسناد حسن.

<<  <   >  >>