للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا» وهذا هو الاتجاه الإيجابي الذي تُلْزِمُنَا به السُنَّةُ. (١).

وهذا الحديث الذي يعتمد عليه الجمهوريون في بيان عقيدتهم في ترك الجهاد «قد ضعفه غير واحد من أهل العلم من حيث السند، وهو غير صحيح من حيث المعنى أيضًا، وكل من علم مكانة الجهاد في سبيل الله، وأجر من استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله الذين هم {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: ١٦٩] يدرك تمامًا أن البون شاسع بين هذا الجهاد الذي هذه مكانته، وبين الجهاد الثاني الذي هو مخالفة الهوى، وحمل النفس على الطاعة، مع العلم أن من قام بجهاد الكفار، وخاض المعركة لإعلاء كلمة الله فقد جمع بين الجهادين والأمر واضح» (٢).

قال المُلاَّ علي القاري في كتابه المعروف بـ " الموضوعات الكبرى ": «قال العسقلاني في " تسديد القوس ": " هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن [أبي] عبلة (٣) في " الكنى " للنسائي "».

قال المُلاَّ: «ذكر الحديث في " الإحياء " (ونسبه العراقي إلى البيهقي


(١) " الإخوان الجمهوريون: هذا قرن الهجرة الثالثة ": ص ١١.
(٢) محمد أمان بن علي الجامي: " المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية "، ط دار الأصفهاني للطباعة، جدة: ص ١١.
(٣) " تهذيب التهذيب ": ١/ ١٤٢: إبراهيم بن أبي عبلة روى عن [أَبِي] أُبَيٍّ بْنُ أم حرام وأنس بن مالك، وروى عن مالك والليث وابن المبارك وابن إسحاق. قال ابن المديني: كان أحد الثقات، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال حمزة بن ربيعة: ما رأيت أفصح منه، مات سنة ١٥٢ هـ. وفي " كشف الخفاء " (إبراهيم بن عيلة) هامش صفحة ٢٠٦، كتاب " الموضوعات الكبرى ".

<<  <   >  >>