للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفَصْلُ الرَّابِعُ: رَدُّ الجُمْهُورِيِّينَ لِلأَحَادِيثِ التِي لاَ تُوَافِقُ أَغْرَاضَهُمْ وَمَذْهَبَهُمْ:

يَرُدُّ الجمهوريون الأحاديث التي لا توافق أغراضهم ومذهبهم بحجة أنها غير موافقة للمعقول، وأنه يمكن إعادة النظر فيها، والقول فيها بالرأي كأحاديث المعراج ولذلك دافعت (الجمهورية) بقول مختار في رسالتها (لا يا رئيس القضاء) عن ذلك الذي تحدث عن الإسراء والمعراج بعقله، وذكرت أن له الحق في التفكير في أحاديث المعراج بعقله فليس في الدين حكرًا لرجال الدين.

ومذهب الجمهوريين في أحاديث المعراج مذهب من لا يؤمن بالنقل، ويعرض حتى معجزة النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - الإسراء والمعراج - على ضوء عقله، ويرفض الأحاديث المتعلقة بها لأن مذهبه لا يتصور أن هنالك رَبًّا بيده الأمر والنهي، وهو الذي خلق هذا الكون وما مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا رسول من رسله.

قال الجمهوريون: «والأحاديث التي تتحدث عن رؤية النبي للهِ في المعراج - سواء كانت هذه الرؤية بالبصر أو الفؤاد - هي جميعها تتحدث عن مقام الاسم (١) وليس عن الذات المطلقة» (٢).


(١) مقام الانسان الكامل، ويعني هذا الكلام أن الجمهوريين يؤمنون بأن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى ربه يوم الإسراء وذلك الرب الذي رآه هو - الإنسان الكامل - أي أنه رأى نفسه.
(٢) الإخوان الجمهوريون: " عقيدة المسلمين اليوم ": ص ٤٧.

<<  <   >  >>